عدد الناجين من العنف يتزايد 3 أضعاف
1- خدمة الإرشاد النفسي:
انطلاقاً من الهدف الأول للمشروع الذي ينص على تقديم خدمة الإرشاد النفسي لـ20 ألف امرأة، حددت مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري عدد المستهدفين من خدمة الخط الساخن للمرحلة الثانية (يناير- يونيو 2015) بـ5000 امرأة.
وحسب تقرير النصف الأول من العام 2015، فقد عملت المؤسسة خلال هذه الفترة على تطوير الخدمة، فصار لديها فريق عمل مكون من 7 أعضاء مؤهلين ذوي خبرة ومهارة، يستقبلون مكالمات طالبي الخدمة طوال 12 ساعة يومياً، عبر 6 خطوط مجانية من جميع شركات الاتصالات في اليمن، وعلى مدى 6 أيام في الأسبوع.
هذه المرحلة شهدت قفزة نوعية في عدد طالبي الخدمة والمستفيدين منها. فقد استقبل مركز الاتصال في المؤسسة "الخط الساخن" (34000) مكالمة من كلا الجنسين- رجالاً ونساء، تلقى منهم (11509) خدمة الإرشاد النفسي عبر "الخط الساخن". كما تنوعت فئات أعمارهم، مستواهم التعليمي، مهنهم والمناطق التي يقطنونها. فعلى سبيل المثال:
بلغت نسبة المتصلين ممن هم دون سن الـ18 (26%)، بينما المتصلين من الشباب بين عمر الـ19 و38 سنة بلغت نسبتهم (71%). أما نسبة غير المتعلمين فبلغت 18%، ومن لديهم مؤهلات ثانوية عامة (69%)، فيما نسبة الجامعيين (12.5%). أما مناطق سكناهم فتوزعت بين المهرة، الجوف، الضالع، صعدة، مأرب، حضرموت، أبين، حجة، لحج، شبوة، ريمة، عمران والمحويت.
معظم المتصلين كانوا يطلبون الإرشاد النفسي والاجتماعي فيما يتعلق بالمشكلات العائلية، بما في ذلك المشاكل الزوجية، العاطفية والجنسية، بالإضافة إلى مشاكل الأطفال، الاضطرابات النفسية والعقلية ومشاكل متعلقة بالتعليم والتفكير المتطرف أو التدخلات الدينية المتطرفة، والإدمان.
خلال هذه الفترة أيضاً، زاد عدد الحالات التي تعاني من اضطرابات القلق والاكتئاب بنسبة 4% مقارنة بالفترة السابقة (المرحلة الأولى). وقد رجح الفريق المختص بالمؤسسة أن تكون هذه الزيادة سببها أوضاع الحرب ونتائجها النفسية على الناس. لكن الحرب لا بد أن تكون أيضاً سبب ارتفاع عدد الباحثين عن طوق النجاة من العنف الذي أحاط حياتهم من كل الجهات.
وحسب التقرير، فإن (43%) من الحالات المستفيدة من الإرشاد النفسي لهذه الفترة، قد تعرضوا للعنف على أساس الجنس، بما في ذلك حالات الاعتداء الجسدي والجنسي، وحالات الاغتصاب والتحرش، والعنف النفسي. وتنوعت قضايا العنف القائم على النوع الاجتماعي من بين هذه الحالات بين الحبس، الحرمان من الحقوق، القسوة المفرطة، التهديد، الإهمال والتحقير.
2- العلاج النفسي:
تضمنت خطة المؤسسة لهذه المرحلة أن تقدم خدمة العلاج النفسي والاجتماعي لـ300 امرأة، ممن تتطلب حالاتهن دعماً إضافياً من الناحية النفسية، الاجتماعية والاقتصادية، سواء عن طريق المعالجة النفسية أو الإحالة. وأفاد تقرير النصف الأول من العام 2015، بأن فريق المعالجة النفسية أجرى 619 جلسة علاجية لـ316 شخصاً، منهم (183) امرأة (44%).
وقد توزعت نسب المستفيدين من العلاج النفسي بين (22%) من الأطفال دون سن الـ18، (65%) من الشباب من سن 19-38، و(13%) من عمر 40-60 سنة. كما صنف التقرير المستفيدين من الخدمة حسب مستواهم التعليمي، حيث بلغت نسبة من لديهم مؤهلات بين الثانوية، بكالوريوس، ماجستير ودكتوراه (53%).
حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي بلغت 171 حالة من الـ316 التي استفادت من العلاج النفسي في عيادات المؤسسة، أي بنسبة (54%). ومن إجمالي الـ171 حالة، هناك 169 امرأة وفتاة، أي ما نسبته 99% من هذه الحالات.
أما تشخيص الحالات فقد تنوع بين اضطرابات عقلية، نفسية، مزاجية، جسدية، قلق، ومشكلات اجتماعية وعنف.
3- خدمة الإحالة:
إضافة إلى خدمة العلاج النفسي، الذي تنوع بين جلسات اختبارات ومعالجة نفسية للحالات التي حضرت شخصياً إلى عيادات المؤسسة، كان هناك حالات بحاجة لدعم إضافي عبر إحالتها إلى جهات أخرى. وخلال الفترة ذاتها، تمت إحالة 23 حالة إلى 5 جهات مختلفة.
4- التأييد والمناصرة:
في النصف الثاني من العام 2014، (المرحلة الأولى من المشروع)، كانت مؤسسة الإرشاد الأسري، بالتعاون مع شبكة النساء المستقلات، اللجنة الوطنية للمرأة، المعهد العالمي للسلام، بالإضافة إلى منظمات محلية أخرى، ومستشارين قانونيين وناشطين، قد نفذت حملة تأييد ومناصرة سميت "الحماية الدستورية من العنف القائم على النوع الاجتماعي". هدفت الحملة للتأكد من أن حقوق الأسرة؛ النساء والأطفال، بما في ذلك حق الحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي، منصوص عليها بوضوح في الدستور الجديد.
وفي يناير 2015، أعلنت لجنة صياغة الدستور عن المسودة الأولى للدستور. لذلك أقامت مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري، مع شركائها، عدة فعاليات. تضمنت هذه الفعاليات لقاءات استشارية ومراجعة قانونية، للتأكد من أن الحماية من العنف على أساس النوع منصوص عليها بوضوح في المسودة الأولى للدستور.
من أجل هذه المهمة، تم تقسيم الأدوار والمسؤوليات بين المؤسسة وشركائها، وكان لهذا التقسيم أثره الفاعل. ومن هذه المهام، مراجعة مسودة الدستور، وإطلاق حملة توعية إعلامية واجتماعية للتنبيه من مخاطر تجاهل حقوق المرأة والطفل في الدستور.
في مارس 2015، أفادت الدراسة القانونية التي قدمتها اللجنة الوطنية للمرأة لمسودة الدستور، بأن المسودة تنص على منع الاعتداء الجسدي والجنسي، كما تنص على أن السلامة الجسدية حق أساسي لكل اليمنيين رجالاً ونساءً وأطفالاً، لكنها لا تنص صراحة على تجريم العنف القائم على النوع الاجتماعي. لذلك أوصت الدراسة لجنة الصياغة والسلطات العليا المعنية بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني، أن تعيد النظر في هذه المواد الدستورية أو أن تدرج بنوداً أخرى في الدستور تجرم العنف القائم على النوع الاجتماعي بشكل صريح.
5- التوعية المجتمعية:
خلال النصف الأول من المشروع، نفذت مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري حملة توعية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي، ولأجل ذلك قامت بتصميم وطباعة 15000 ملصق تم توزيعها في كل من صنعاء، ذمار، عدن ولحج. كما قامت بإنتاج مقطع فيديو توعوي تم بثه في قناة اليمن الفضائية، قناة سبأ وقناة الإيمان. إضافة لذلك، تم إنتاج مادة إذاعية بثت في لحج، تعز، صعدة، شبوة، مأرب، وسقطرى. كما تم نشر أكثر من 20 خبراً رئيسياً في مواقع الانترنت.
وفي النصف الثاني للمشروع- يناير- يونيو 2015، استمرت هذه التوعية المجتمعية والإعلانات عن الخط الساخن الذي يستقبل اتصالات الناجين من العنف. وتم توسيع مجال التوعية لتشمل محافظات الحديدة، أبين، حضرموت، المهرة وحجة.
وتنوعت وسائل التوعية بين المواد والمقابلات التلفزيونية والإذاعية والملصقات والنشرات التي تم توزيعها أو لصقها في شوارع عدد من محافظات الجمهورية. وقد أثرت هذه الحملات في زيادة عدد الناجين من العنف، الذين قرروا طلب خدمة الإرشاد والدعم النفسي والاجتماعي عبر خدمات المؤسسة. هذه الزيادة تم رصدها على النحو التالي:
- 14.5% من المستفيدين من خدمة الخط الساخن عرفوا عن الخدمة عبر الراديو
- 11.5% من التلفزيون
- 4% من الملصقات والنشرات الموزعة في الشوارع.
أما النسبة الأكبر من المستفيدين فكانت عن طريق معرفتهم بالخدمة من مستفيدين سابقين، حيث بلغت هذه النسبة 67%. وفي هذا مؤشر إيجابي واضح إلى أن المستفيد من الخدمة يسعى لتعميم الخبر في محيطه الاجتماعي.