روعة الأخطاء

روعة الأخطاء

الخطأ أمرٌ لا نستطيع تلافيه في الحياة، بل إنه جزء أساسيٌ في عملية التعليم وممارسة الحياة، لكن الأطفال في مجتمعاتنا يولدون وكأنهم ولدوا للكمال، فتقبُّلُ الآباء حتى لأخطاء طفولتهم يأتي بالغضب والانفعال ولا يأتي على أسس التقويم والتركيز على الصواب وعملية الضرب التي ورثناها أباً عن جد شكلت اتقاء الخطأ بالتخوف لا بالتحبيب في الصواب.

لذلك ينشأ من عملية الخوف من الخطأ خوفٌ أكبر وهو الخوف من اتخاذ القرار والبحث عن موافقة معنوية تجنباً للعقاب والتأنيب الذي قد ينشأ مع مخاوف تكبر في المستقبل، ومن هنا تكبر هذه الشخصية لتمارس دورها في أن تخاف من الخطأ ومن المحاولة، وتحاول أن ترضي كل من يحيط بها من خلال تحمل الجزء الأكبر من المسؤولية والشعور بالذنب حتى وإن كانت على حساب الذات خارج إطار المنطقية لأنها اعتادت على العطاء لتتجنب أن تكون خارج إطار المثالية والكمال، ولم تعتد على العطاء لمجرد العطاء، كأن يقوم الطفل بإطفاء النور خوفاً من عتب الوالد بدل أن يعي أهمية الترشيد وأنه بذلك يضيف قيمةً إلى الحياة وإلى المجتمع بشكل أكبر مما يحتويه إطفاء النور في مفهومه المجرد.

هنا نأتي إلى نقطة مهمة جداً تأتي من الانطلاق بمنطق أن الكمال لم يكن للبشر، ولكننا أينما كنا وكيفما كنا نحاول ونحاول ونخطئ ونكرر التجربة، فالخطأ وحده القادر على أن يرشدنا على الطريق والاعتراف بالخطأ سمةٌ نحتاج أن نحببها لنتعلم من أخطائنا الجميلة التي تضيف إلينا ونمضي لا لنشعر بالذنب ونحلل الخطأ، ولكن لنكون أفضل في الإصرار على المواصلة والانطلاق إلى الأمام بأحلامنا وطموحاتنا بعيداً عن الاهتمام بما سيقال ولكن انطلاقاً من أنك وحدك القادر على تغيير حياتك بتقبل الخطأ وطرح أساليب وأسباب التصحيح وتعلم الدرس والانطلاق للأمام.