القلق

القلـــــق:
إن الشعور بالقلق والتوتر الذي يصيب الإنسان، نتيجة لأمور يفكر فيها وأمور تقلقه، وقد تكون مستقبلية، فالإنسان بطبعه يفكر في المستقبل كثيراً، ويحاول جاهداً أن يجعل المستقبل كما يتمنى، فالإحساس بالقلق ليس سيئاً والشعور بالتوتر عادياً، رُبما تأتيك هذه المشاعر حتى تعيد تقييم الأمور التى تعيشها، وتراجع نفسك فيما تقوم بفعله، فيجعلانك تسير في الطريق الصحيح، وأنك لا تصل إلى هدوء إلا إذا كانت كافة أمور حياتك على ما يرام ولا يشوب أي أمر شك أو خوف أو يكون يسبب بعض الضرر للغير، على الرغم من أن للقلق والتوتر بعض الفوائد البسيطة، إلا أنه شعور لا يحبذه أحد وهو شعور سيء وقد يصل الإنسان إلى مراحل يحتاج فيها إلى علاج نفسي مكثف؛ وذلك إذا استمر القلق لفترات طويلة وهناك بعض الناس شعور القلق والتوتر لا يفارقهم، ويصلون إلى حالة من عدم الوثوق بأنفسهم أو حتى بالآخرين، فلذلك لابد من الإسراع في العلاج، قبل أن تتفاقم الأوضاع سوءاً، والعلاج قد يكون سهلاً وقصيراً وقد يكون صعباً ويحتاج لوقت، وينقسم علاج القلق والتوتر إلى قسمين: علاج دوائي في بعض الحالات وايضا علاج نفسي.
العلاج السلوكي المعرفي للقلق:
الفرضية الأساسية للعلاج السلوكي المعرفي هو أن أفكارنا -وليس الأحداث الخارجية- تؤثر على الطريقة التي نشعر به. وبعبارة أخرى، إنه ليست الظروف الخارجية تحدد ما تشعر به وإنما تصورك الخاص للوضع. على سبيل المثال، تخيل أنك دُعيت إلى حفلة كبيرة. فكر بهذه الدعوة بثلاث طرق مختلفة وكيف أن هذه الأفكار من شأنها أن تؤثر على ما تشعر به.
تحديد الأفكار –المعروفة بإعادة الهيكلة المعرفية- 
هي العملية التي تحدد أنماط التفكير السلبية التي تساهم في القلق، والاستعاضة عنها بأفكار إيجابية و واقعية. وهذا ينطوي على ثلاث خطوات:

1- تحديد الأفكار السلبية. الذين يعانون من اضطرابات القلق، يبالغون في تقدير خطورة الأوضاع مما هي عليه بالفعل. فعلى سبيل المثال، شخص يعاني من فوبيا الجراثيم صافح شخص آخر يمكن أن يبدو هذا التصرف بالنسبة له يهدد الحياة. على الرغم من أنك قد ترى بسهولة أن هذا خوف غير عقلاني، فتحديد اللاعقلانية، والأفكار المخيفة الخاصة بك يمكن أن يكون صعباً . و هناك استراتيجية واحدة هي أن تسأل نفسك ما كنت تفكر به عندما بدأت تشعر بالقلق. 
2- تحدي الأفكار السلبية. تشمل استراتيجيات تحدي الأفكار السلبية إجراء التجارب، والمقارنة بين إيجابيات وسلبيات تجنب الأشياء التي تقلقك، وتحديد الفرص الواقعية لحدوث ما تخافه.
3- استبدال الأفكار السلبية بأفكار واقعية. 
ويمكن أن يشمل العلاج السلوكي المعرفي أيضاً:

* تعلم تمييز متى تشعر بلقلق وماذا يعكس ذلك على جسدك.
* تعلم مهارات التكيف و تقنيات الاسترخاء لمواجهة القلق و الذعر.
* مواجهة المخاوف الخاصة بك (سواء في خيالك أو في الحياة الحقيقية).