الوهم عند الفصام :
ويقصد به الاعتقاد الخاطئ الراسخ المسيطر والذي لا يقبل التغيير بأي وسائل منطقية، ولا يتماشى مع الخلفيه الثقافية والعلمية والاجتماعية للمريض، وقد يكون شكل التوهم بأن هناك من يضطهده ويراقبه ويتجسس عليه ويرهبه، إما من المحيطين به أو من جهات رسمية أو شعبية أو أجهزة الأمن المحلية أو العالمية.
ويتبع ذلك التوهم الإشارة للذات، كما تكون لدى المصاب قناعة راسخة بأن كل من يضحك أو يتهامس أو يتكلم مع غيره يقصده بالسوء، وقد يصل الأمر إلى أن الإنترنت والصحف والإذاعة والتلفزيون تشير إليه ولو بصورة غير مباشرة، مما يؤكد أفكاره الاضطهادية.
ويتبع ذلك توهم العظمة التي قد تكون غير مباشرة وناتجة عن أنه يتعرض لكل هذا الاضطهاد، فالعالم كله يضطهده إذن لأنه صاحب رسالة أو متميز أو عبقري أو أنه مرسل من رب العالمين. وقد يكون هناك توهم العدم، وهو التأكيد على أن الجهاز الهضمي قد اختفى أو أن القلب قد توقف أو أنه ميت، وقد تكون أوسع من ذلك بأن العالم قد انتهى. وتوهم الذنب وفيه قناعة بأنه مذنب ذنبا كبيرا وخطيرا أثر على البشرية، أو أنه سرق أو قتل دون أي رابط وعلاقة له بالجريمة.
ومن الأعراض المزعجة أن المريض يعتقد أن أفكاره تبث للعالم، وأن كل الناس يعرفون أفكاره وكأن عقله محطة إذاعة، أو أنهم قادرون على قراءة أفكاره، أو على زراعة أفكار في دماغه، أو التحكم في أفكاره وسحبها وترك عقله فارغا، وهذه أفكار مربكة وتثير الكثير من التغييرات السلوكية والاجتماعية.
كما يعتقد المصاب بالفصام أن هناك قوة خارجية تسيطر عليه وتتحكم في تفكيره وانفعالاته وتصرفاته، وأنه مسلوب الإرادة أمام هذه القوة، وقد يحدد هذه القوة بأنها شخص أو جهة معينة، وقد لا يعرف من الذي يتحكم فيه.
"المصاب يتأثر تركيزه وقد يبدو مشتت الذاكرة مما يؤدي للفشل الدراسي، أو تدهور الأداء في العمل، وقد تظهر تصرفات يميل فيها المريض إلى العنف أحيانا خصوصاً إذا أهمل علاجه