على بعد حوالي 5 كيلو مترات شمال العاصمة صنعاء، وتحديداً في منطقة ضروان، كانت العديد من الأسر النازحة من محافظة صعدة قد نصبت خيامها وصفيحها على قارعة الطريق الواصلة بين العاصمة ومحافظة عمران، بعد أن شردتهم الحرب.
بداخل تلك الخيام –والتي هي عبارة عن طرابيل وصفيح- العديد من القصص المأساوية التي تحكي معاناة تلك الأسر.
ففي ذاك المخيم الذي معظم سكانه أطفال ونساء ومسنون، يعاني أكثر من النصف من اضطرابات نفسية.
معاناة الأسر النازحة بمخيم ضروان من الاضطرابات النفسية، دفع مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري للقيام بنزول ميداني إلى المخيم، لمعالجة النازحين نفسيا، وتوعيتهم، وتوزيع لهم الأدوية النفسية، إلى جانب تنظيم أنشطة ترفيهية للأطفال، والتي من شأنها التخفيف عنهم الآثار النفسية التي تعرضوا لها..
واستهدف النزول الميداني - الذي نفذته المؤسسة على مدى يومين بالشراكة مع منظمة التنمية المستدامة- فئة الفتيات، وكذا الحالات الشديدة التي تعاني من اضطرابات نفسية جراء العنف.
حيث نفذت المؤسسة خلال النزول إلى المخيم العديد من الأنشطة أبرزها، عمل جلسة توعوية لعدد من النساء اللاتي يعانين من عنف قائم على النوع الاجتماعي، وكذا جلسات علاج فردي للحالات الشديدة التي تعاني من اضطرابات نفسية، وتوزيع الأدوية النفسية لهم، بالإضافة إلى جلسات للأطفال من فئة الفتيات، بهدف تقييمهن وتشخيص حالتهن، وكذا تقديم الدعم النفسي لهن.. إلى جانب إحالة بعض الحالات التي تعاني من اضطرابات نفسية لتلقي الخدمات كـ(الخط الساخن، أو لمركز الإرشاد النفسي، أو للشركاء الذين يعملون في بعض الخدمات ذات العلاقة)..
الجلسات العلاجية وتوزيع الأدوية
في اليوم الأول من النزول، استفاد من تلك الجلسات أكثر من 40 فتاة، وقرابة 30 حالة من الرجال والنساء الذين يعانون من اضطرابات نفسية.
وقد باشر فريق المعالجين والمختصين - التابعين للمؤسسة الذين قاموا بالنزول- عمله فور وصوله إلى المخيم، حيث شرع بعمل جلسة توعوية لأكثر من 20 امرأة، تم التركيز خلالها على تهيئتهن وطمأنتهن نفسيا.. عقب ذلك تم الانتقال لعمل جلسات علاج فردي للحالات الشديدة التي تعاني من اضطرابات نفسية، لأكثر من 30 حالة من النساء والرجال والمسنين، وكذا توزيع الأدوية النفسية المناسبة لتلك الحالات بعد تشخيصها من قبل الأطباء النفسيين.
الأنشطة الترفيهية
أما الفتيات التي لا يتجاوز عمر أكبرهن عن 10 سنوات، فقد تم استهداف أكثر من 40 فتاة منهن بأنشطة ترفيهية، حيث تم تقسيمهن إلى ست مجموعات، أشرفت على كل مجموعة منها معالجات نفسيات من فريق المؤسسة.. ففي البداية تم توزيع استمارات تحليلية على الفتيات، بهدف تقييم وتشخيص حالات الفتيات.
عقب ذلك قامت المعالجات بتوزيع كراسات رسم وأٌقلام وألوان على الفتيات، وطلبن منهن رسم كل ما يرغبن برسمه ويشعرن به، وخلال نشاط الرسم لم تستطع الفتيات إخفاء السعادة التي غمرت قلوبهن..
كما ارتسمت الابتسامة والبهجة على محيّا الفتيات، بل وتعالت ضحكاتهن وساد المرح أرجاء المخيم، خلال نشاط اللعب والترفيه الذي تلا نشاط الرسم.. حيث تم توزيع الألعاب عليهن، ونُظمت منافسات بينهن، كـ(النط على الحبل، وتفجير البالونات) وغيرها من الألعاب..
وفي ختام أنشطة النزول الميداني، تم توزيع العصائر والكيك على جميع الحالات المستهدفة في المخيم من الفتيات والنساء و الرجال.