التنمية والإرشاد الأسري تشعل شمعتها العاشرة

التنمية والإرشاد الأسري تشعل شمعتها العاشرة

خاص..

احتفلت مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري بفرعيها في صنعاء وعدن الأربعاء بذكرى إشعال شمعتها العاشرة لتأسيسها التي تصادف الـ8 من يناير من كل عام.

وفي الاحتفالية ألقت الدكتورة بلقيس جباري مؤسس ورئيس المؤسسة، قالت فيها: "أسعد الله بالخير صباحكم جميعا وكل عام وأنتم جميعا ووطننا اليمن الغالي بألف خير.

 

نحتفل اليوم سويا بذكرى مرور تسع سنوات على إنشاء مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري ودخول عامها العاشر وهو يوم ليس كباقي الأيام في حياتي الشخصية والاجتماعية والمهنية. هو يوم أستحضر فيه سلسلة من الأحداث المتتابعة التي مرت بها المؤسسة قبل أن تصل إلى هذا المستوى من النجاح الذي تشاهدونه اليوم، عبر رحلة طويلة من الصعاب والكفاح، الفرح والألم، النجاح والإخفاق... عبر تلك السنوات التسع الماضية كان هناك الكثير من الجهد والعمل حتى ظهرت المؤسسة في حلتها البهية التي هي عليه اليوم.

 

بدأتُ المؤسسة بحلم كبير ظل يراودني لسنوات في مساعدة الناس والأخذ بيدهم للخروج مما هم فيه من معاناة وألم. فتخصصت في مجال علم النفس، ثم تعينت معيده في جامعة صنعاء واصلت الماجستير والدكتوراه لكن كل دراساتي لم تزودني بالمهارات والمعارف الضرورية لتقديم المساعدة النفسية للمحتاجين إليها. فذهبت للتخصص في مجال العلاج والإرشاد النفسي في الولايات المتحدة الأمريكية، وعملت في أحد مراكز العلاج والإرشاد النفسي وهناك اكتسبت العلم والمعرفة التي كنت أصبو إليهما.

عدت إلى وطني الغالي وأنا مزودة بكل أدوات المساعدة والمعرفة والمهارات العلمية الصحيحة وكلي حماس للعمل وتقديم المساعدة في هذا المجال.وفي ذهني فكرة إنشاء مؤسسة تقديم الإرشاد والعلاج النفسي والمساعدة لكافة شرائح المجتمع دون تمييز. وتم بالفعل إنشاء مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري في 8/1/2011.

 

كانت البداية متواضعة وبسيطة للغاية. بفريق مكون من 6 مختصين وسكرتارية ولا أخفيكم القول أن زوجي الغالي أ.د. محمد الميتمي هو أحد أهم مقومات النجاح لهذه المؤسسة الذي ظل يقدم كل أشكال الدعم المعنوي والمادي لنجاح هذه المؤسسة واستمرارها وما برح يفعل ذلك حتى يومنا هذا. قناعته بعظمة الدور الذي أقومُ به وتقوم به المؤسسة جعله يسخر كل إمكاناته وعلاقاته المحلية والدولية لمساعدتي ابتداء من التأسيس ثم الحصول على الرقم المجاني 136 من دولة رئيس الوزراء يومها (الأستاذ علي مجور)، ومروراً بمساعدتي في الحصول على كل تمويل وصل لهذه المؤسسة... أنا برؤيتي وشهاداتي وخبرتي العالية في المجال وهو بعلاقاته وحضوره القوي لدي الجهات المانحة والتي كأن آخرها ترتيبات زيارتي في جنيف لمقابلة مدير عام منظمة الصحة العالمية... والتي أضنها ستؤتي بثمارها عما قريب. تكاملت جهودنا لخدمة هذا الوطن الحبيب.

 

 

كنت في الأربع السنوات الأولي من التأسيس أحد المعالجين النفسيين في عيادات المؤسسة وأحد المختصين في الخط الساخن، والمانح الوحيد لهذه المؤسسة...التي تحملت جميع تكاليفها التشغيلية وإدارة أنشطتها من مالي الخاص لسنوات.لقد نحت في الصخر يدفعني الأمل الكبير بأنه لابد سيأتي اليوم الذي تلتفت لأهمية دورنا وجهودنا أحد الجهات المانحة... سعيت لتقديم هذه المؤسسة وإشهارها بكل الوسائل للمنظمات والمؤسسات المحلية والإقليمية والدولية والترويج لأنشطتها وجهودها الإنسانية الخلاقة، فكانت الاستجابة مع مرور الوقت مثمرة ومشرفة، بحيث أصبح يشار لمؤسستنا بالبنان على أنها نموذجا مميزا وواحدة من أبرز وأشهر مؤسسات العلاج والإرشاد النفسي في الشرق الأوسط.

مع مرور السنين بدأت المؤسسة تكبر وأنضم إليها العديد من الموظفين منهم من ترجل وأنسحب في منتصف الطريق ومنهم من واصل وكافح بعزيمة وإخلاص معنا حتى اليوم. منهم من قدم إسهاما كبيرا وكان عوناً حقيقياً لهذه المؤسسة حتى بلغت من النضوج ما بلغته اليوم، ومنهم من تآمر عليها وحاول تحطيمها بدافع الحسد والطمع أو الاستيلاء عليها بطرق أقل ما يقال عنها بأنها بائسة... لم أنثني ولم أضعف للحظة حينما كانت تقف في طريقي تلك العثرات أو المؤامرات، بل كنت أستمد القوة من الخالق عز وجل وأنا على ثقة بأن دعوات المستفيدين ستكون هي الحصن المنيع.. بهذا الإيمان والعزيمة وصلت المؤسسة إلى ما هي عليه اليوم بفضل الله وبفضل جهود أعضاء المؤسسة الأوفياء الذين واجهوا معي بكل تفاني وصدق وإخلاص كل المصاعب والعثرات.

تملك اليوم المؤسسة زمام المبادرة في الإسهام في علاج أمراض الصحة النفسية في اليمن ويعود لها الفضل الأكبر في كسر الوصمة تجاه المرض النفسي والوصول إلى أكثر المناطق النائية في الجمهورية اليمنية. مؤسستنا لا تميز في تعاملها أبدا بين المرضى سواء كان ذكرا أم أنثى، كبيرا أو صغيرا، وتلتزم الاستقلالية والحياد تجاه جميع الأفراد أي كانوا ومن أي منطقة أو جهة يصلوا إليها.

لجميع المانحين والخيرين والمتبرعين الذين ساهموا ودعموا هذه المؤسسة في مراحلها المختلفة الشكر والتقدير والثناء، واخص بالذكر الحكومة الهولندية التي كانت أول من أهتم وساند مشروع الصحة النفسية باليمن وقدمت منحتها لبرنامج الصحة النفسية الذي ما زال حتى اليوم هو من أهم برامج مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري في اليمن. كما اشكر صندوق الأمم المتحدة للسكان الداعم الرئيسي لبرنامج المركز اليمني للإرشاد الأسري بفرعيه صنعاء وعدن. لذي استفاد ويستفيد من خدماته عشرات الآلاف من المستفيدين.فلهم مني ومنكم كل الشكر والتقدير والثناء.

لا بد أن لي أن أتوجه بالشكر والجزيل والعرفان والتقدير لحكومة الجمهورية اليمنية التي ذللت أمامنا الصعاب لتقديم هذه الخدمة على أفضل وجه، وأخص هنا بالشكر وزارات الاتصالات وتقنية المعلومات التي وجهت كافة شركات الاتصالات الحكومة والخاصة بالتعاون بفتح خط ساخن للمؤسسة مجانا كمساهمة منها في خدمة المجتمع وتخفيف العبء عن المواطن اليمني الذي يحتاج الوصول إلينا ولا يقدر على تحمل التكاليف. الشكر والعرفان لشركة هاتفي، ويمن موبايل، وسبأفون، وام تي إن، وواي... على تبنيهم توصيل الخدمة المجانية بالخط الساخن الذي يشكل أحد أهم أكبر قصص نجاح المؤسسة. وهي مساهمة كبيرة لا تقدر بثمن لأولئك اليمنيين الذين يقاسون أهوال الاضطرابات النفسية ويجدون في الخط الساخن وسيلة ناجعة وفعالة ومثمرة لتلقي العلاج والإرشاد النفسي من أي مكان وفي أي وقت.

أعذروني إن أطلت عليكم ولكن سعادتي أن أرى المؤسسة واراكم في مثل هذا اليوم أطلقت لي العنان أن أعبر عن ما يجول بخاطري كما لن أنسى في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعا أناساً كان لهم دوراً كبيراً في إنجاح هذه المؤسسة وعلى رأسهم الأستاذ عبد القدوس حرمل المدير التنفيذي للمؤسسة، الذي التحق بالمؤسسة بعد حصولها على أول مشروع من الحكومة الهولندية وكافح وناضل إلى جانبي من أجل إنجاح هذه المؤسسة والوصول بها إلى ما وصلت إليه. أنه الشخص الدؤوب الذي لا يعرف الكلل والملل طريقه إليه، القائد المحنك، الرجل الشهم كريم الخلق الذي يضع مصلحة المؤسسة فوق كل اعتبار، فله مني كل الشكر والتقدير العرفان.

كما لا يمكن ذكر هذه المؤسسة دون أن اذكر الدكتور سيف الدين الميري الذي يعتبر ركنا أساسيا من أركان هذه المؤسسة وعموداً صلبا لثباتها وتطورها. فسمعته الطيبة، مهنيته وعلمه، وخبراته الكبيرة كانت أصولا مهمة للمؤسسة ونجاحها.

أما الأخ/ نبيل الخياطي وفقه الله حيثما كان، فعلمه وخبرته وإخلاصه الكبير للمؤسسة كان أحد أهم أسباب النقلة النوعية التي حدثت للمؤسسة في السنتين الأخيرتين.

الأخ محمود الرباصي ذلك الرجل المجد الذي لم يؤجل يوماً عمل اليوم إلى الغد، دقيق في عمله يحكم الدين والخلق الرفيع كل تصرفاته. 

ولا أنسى هنا جبل المؤسسة الشامخ الأخ/ طه الرحبي السند القوي والذي بمواقفه الشهمة النبيلة وتصرفاته الحكيمة يشد من أزر المؤسسة وكل من فيها.

أو دينامو المؤسسة المحرك لجميع أنشطة المؤسسة د. نجلاء جباري الحائزة على حب واحترام الجميع، المنصفة لكل فرد داخل هذه المؤسسة صاحبة المنطق القوي والنظرة الثاقبة والتي إن نطقت فلا تقول إلا صدقا.

كل واحد فيكم باسمه وصفته كان وما يزال له دور كبير وقيم في أنجاح هذه المؤسسة. وهناك أيضاً أناس آخرون أفرادا ومؤسسات أسهموا وما زالوا يسهموا في أنجاح هذه المؤسسة ولا يسعني المقام لذكرهم فأعذروني.

لكم جميعا ولكل من ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في نجاح هذه المؤسسة الشكر والتقدير والامتنان.

 

اليوم أنا فخوره ليس فقط بإنشاء المؤسسة وما وصلت إليه، ولا بالآلاف الذين قدمت لهم المؤسسة الخدمات رفيعة المستوى بفضل جهودكم جميعا... وإنما فخورة بأنني صنعت لهذا المجال أسم وسمعة في اليمن وجمعت تحت أسم وأحد أفضل الكوادر في المجال وأكبر العدد من المختصين، وكنت سبباً رئيسياً في لفت أنظار الدولة والمجتمع، والمنظمات الدولية لأهمية خدمات الصحة النفسية المتكاملة،فقبل مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري كانت خدمة الصحة النفسية عبارة عن عيادة خاصة لطبيب نفسي باهظة الثمن، أو قسم رقود داخل مستشفى يفتقد قاطنوه الرعاية النفسية السليمة، أو مصحة ومستشفى نفسي عصبي يخشى مرتاديه الوصمة.

بجهودي وجهود كل فرد منكم وفرت مؤسستنا الخدمة الراقية المتكاملة التي تحفظ للمريض خصوصيته وكرامته فجزانا الله عنهم كل خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".