التنمية والإرشاد الأسري تناصر "التداعيات النفسية والاقتصادية الناجمة عن الكوارث والأوبئة في اليمن"

خاص..

عقدت مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري اليوم بصنعاء اجتماع مناصرة "التداعيات النفسية والاقتصادية الناجمة عن الكوارث والأوبئة في اليمن"، وذلك بالتزامن مع عالمية الصحة النفسية..

وفي الاجتماع الذي ضم عدد من المشاركين من منظمات المجتمع المدني أونلاين عبر برنامج الـ(Zoom) قالت الدكتورة بلقيس محمد جباري رئيس مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري في كلمتها التي ألقتها خلال افتتاح الاجتماع إن اليمن مرت بالعديد من الأزمات والحروب والكوارث الطبيعية، أدت لإحالة 82% من السكان إلى تحت خط الفقر، إلى جانب أن ذلك أثر بشكل كبير على النساء والشباب وكذا على عملية النمو الاجتماعي التي انخفضت نحو الثلثين من 1093 دولار في 2014 إلى 364 دولار حاليا، مضيفة أن الناتج المحلي الإجمالي تراجع بنسبة 50% عن حجمه عام 2014م، وأن الخسائر المادية لهذه الحرب حتى الآن تقدر بنحو100 مليار دولار، إلى جانب توقف الجزء الأكبر من الأنشطة الاقتصادية في القطاعات العامة والخاصة، بالإضافة إلى توقف صادرات النفط والغاز إلى حد كبير التي تعد المصدر الأساسي للنقد الأجنبي ولموازنة الدولة.

 وقالت إن كل هذه التداعيات سيكون لها أثر بالغ على الصحة النفسية للأفراد، وهو ما أثبتته الدراسات العالمية أنه في بلدان الأزمات أن واحد من كل خمسة أشخاص بحاجة إلى المساعدة النفسية وتوافق ذلك مع ما جاء في الدراسة التي أعدتها FCDF  في العام 2017.

وأشارت إلى أن حجم الفجوة في خدمات الصحة النفسية مهول، إذ أن عدد الأطباء النفسيين في اليمن لا يتعدى نحو 46 طبيبا، ما يعني أنه سيكون هناك طبيب واحد لكل 600 ألف شخص، لاسيما أن 70% من اليمنيين يعيشون في الريف وهذا يعد نقصا لديهم في الخدمات الصحية. 

واستطردت بالقول أن المؤلم هو أن المأساة الإنسانية في اليمن قضية منسية..

ولفتت إلى أنه أمام هذه الكوارث أعلنت منظمات الأمم المتحدة ودول عديدة ولأكثر من مرة أن اليمن اليوم هي أكبر كارثة إنسانية على وجه الأرض وهي بمثابة عار وبقعة سوداء على القيم والنزعة الإنسانية التي ينادي بها العالم الحر.

مبينة أن الأمم المتحدة أطلقت نداء استغاثة لمساعدة المجتمع اليمني المنكوب بكل هذه الكوارث، غير أن الاستجابة كانت محبطة، حيث لم يتعد حجم التمويل المقدم 708 مليون دولار فقط من أصل 3.4 مليار دولار للعام 2020، أي أن الفجوة التمويلية بلغت 78%، وهو ما اضطر الأمم المتحدة من جراء ذلك إلى إغلاق نحو 12 برنامجا حتى يونيو الماضي من أصل 38 برنامجا وهناك 20 برنامجاً آخر مرشحة للإغلاق أو التقليص بنهاية هذا العام.

ونوهت إلى أنه بدعم من الحكومة الهولندية خلال السنوات الست الماضية ومؤخراً بدعم صندوق الأمم المتحدة للعامين الماضيين استطاعت مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري تقديم خدمات الصحة النفسية المتخصصة للأشخاص الذين هم بأمس الحاجة إليها، حيث قدمت خدمة العلاج والطب النفسي لأكثر من 18000 حالة، وحماية عدد كبر من الأفراد من الانتحار، وكذا تم تقديم الأدوية المجانية لعدد 17000 حالة، منهم 10 ألف حالة عنف قائم على النوع الاجتماعي تلقت الدواء النفسي.

وفي ختام كلمتها وجهت الدكتورة جباري الشكر لوزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل على إيلائه الاهتمام الكبير لبرامج الصحة النفسية، والذي قام أيضا بتكريم رواد الصحة النفسية في اليمن بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية.. كما وجهت ثمنت رئيس المؤسسة الدور البارز الذي يلعبه مدير البرنامج الوطني للصحة النفسية الدكتور عبدالقدوس حرمل، وعلى جهوده ودعمه المتواصل لقضايا الصحة النفسية..  

بدورها قالت الدكتورة آني مسئولة برامج الصحة في سفارة المملكة الهولندية باليمن، إنه نتيجة لسنوات الصراع في اليمن هناك آلاف الأشخاص قتلوا وجرحوا، وأيضا مئات الآلاف نزحوا من منازلهم، والملايين فقدوا وظائفهم ومصدر دخلهم في الحياة، وأضافت أن الأشخاص والمجتمعات تأثرت بشكل كبير بهذا الصراع والآن يعيشوا تحت ضغط كبير في حياتهم اليومية..

وأشارت إلى أنه رغم ذلك فإن الدعم النفسي خلال السنوات الأولى لم تكن ضمن الأولويات في المساعدات الإنسانية التي تم تقديمها إلى اليمن، ولكنه يأتي بعد الأولويات الأولى مثل الخدمات الأساسية كالغذاء والدواء..

وأوضحت أنه الآثار النفسية الناجمة عن هذه الحرب تم تسليط الضوء عليها بشكل كبير مؤخرا.. مبينة أن الدعم النفسي يساعد على تعزيز الاستقرار الاجتماعي..

لافتة إلى أن دعم الصحة النفسية الآن أصبح أحد أهم أولويات الحكومة الهولندية..

 

من جهته أكد السيد أندريه مختص الصحة النفسية والدعم النفسي في صندوق الأمم المتحدة للسكان أن برامج الناجين من العنف الأسري يعد أحد الأهداف الرئيسية العالمية لإنهاء العنف الأسري منذ العام 2016.

وأضاف أنه خلال الصراع القائم في اليمن ازدادت حوادث العنف الأسري بشكل كبير، ومعظم تلك الحوادث لا يتم الإبلاغ عنها..

وأوضح أن هناك امرأة من كل ثلاث نساء تعاني من عوامل نفسية خاصة أولئك اللاتي تعرضن لعنف أسري.

وقال إن صندوق الأمم المتحدة للسكان قام بتحديثات وتطويرات للمستفيدين من أجل رفع المعاناة عنهم خاصة عن النساء في هذه البرامج التي تم تحديثها بشكل كبير، من خلال تحديث 6 مراكز عامة، و6 مراكز صحية نفسية، وأيضا 18 خط ساخن لتغطية معظم الأراضي اليمنية، وأيضا تحديث خدمات الإحالة بشكل كبير بنسبة 65%، وهذا حد قوله يعد استثمار رائع من أجل تغطية كل هذه الاحتياجات والتدخلات.

السيد أندريه نوه إلى أن الاحتياج للدعم النفسي خلال العام 2017 كان يقدر بـ1 من كل خمسة أشخاص، لكن الآن بلا شك ذلك الرقم ازداد بشكل كبير، وفي كل الأحوال فإن وجود 1 من كل 5 أشخاص يحتاجون للدعم النفسي يعني أن 5 ملايين شخص من سكان اليمن يحتاجون للدعم النفسي وهذا يمثل مدى الاحتياج الكبير للصحة النفسية..