كلمة الدكتورة بلقيس جباري مؤسس / ورئيس المؤسسة في ذكرى انشاء المؤسسة الرابع عشر
8 يناير 2025
السلام عليكم ورحمة بركاته وكل عام وأنتم بخير وأمن وسلام.
لكم هي سعادتي اليوم، أن أحتفل وأبتهج معكم بيوم ميلاد مؤسستنا في الثامن من يناير من عام 2011م.
واليوم نحن كادر هذه المؤسسة المنتمون لها، الفخورون بها نوقد شمعة ميلادها الخامس عشر بكل ما تعنيه لنا من مصدر عطاء وإلهام وتقدير للذات وشعور بالانتماء لها، ومن خلالها نقدم لليمن – وطننا الغالي كل ما بوسعنا عمله لخدمتها. تأخذني الذكريات إلى نحو عقد ونصف من الزمن مضى حينما زرعت بذرتها الخيرة على هذه الأرض ورعيتها بكل جهد وحرص وتفاني حتى أصبحت شجرة كبيرة مثمرة وافرة ظلالها يستظل بها كل من دفعته الحاجة للراحة من شقاء الحياة وعناءها، وينعم بخيراتها وحنانها كل من حرمته الظروف القاسية وظُلمها من العيش في أمان واستقرار وسلام داخلي. اليوم هذه المؤسسة بفروعها وطاقمها المتميز والمتفاني والمقتدر تمد يد العون إلى كل طفل ورجل وامرأة، وكل شاب ومسن في جميع أرجاء اليمن ممن يطلب مساعدتها للخلاص من الندوب النفسية العميقة، المرئية منها وغير المرئية التي ألمت بهم بسبب شظف العيش وهول المعاناة والشقاء والبؤس المرير. ولم تتردد هذه المؤسسة بتقديم الاستشارات النفسية والعلاج المجاني لمئات الالاف من المرضي خلال العقد ونصف العقد الماضي.
دعوني أعرج هنا على بعض إنجازات المؤسسة بالأرقام التي ربما يجهلها البعض منكم:
لقد حققت المؤسسة في العشر السنوات الأخيرة إرقام قد تعد فلكيه إذا ما قارناها بحجم التحديات والظروف الاستثنائية والحرجة التي تمر بها البلاد.
- حيث وصل اجمالي عدد المستفيدين من خدمات المؤسسة الى 382000 ألف مواطن يمني منهم 60% نساء وأطفال.
- ووصل عدد المستفيدين من خط الاستشارة النفسية والأسرية إلى 295000 ألف حاله من عموم محافظات الجمهورية.
- استطاعت المؤسسة بعون الله أن تقدم الدواء النفسي المجاني لعدد 43000 مستفيد.
- قدمنا الجلسات النفسية لما مايقرب من 21000 ألف حاله من النساء والرجال وعالجنا مايقرب من 4000 طفل.
- قسم الرقود بالمؤسسة عالج 289 مريضه بين العام 2018 / 2021 كما عالجنا عبر الإحالة إلى المستشفيات المختلفه 220 مريض على نفقة مشاريع المؤسسة.
- ساهمنا أيضا بالتمكين الاقتصادي ل 1260 إمراه من حالات المؤسسة من خلال تدريبهن على المهارات الحرفية والاقتصادية المختلفة.
- وصل عدد ملفات الحالات الموجوده بالمؤسسة إلى 62 الف ملف، وهو ما يعني ان 62 الف حاله مع أسرها وأقاربها زارت المؤسسة ،وفتحت ملف وتعرفت على اقسامها، واستفادت من خدماتها، وربما لازالت تستفيد منها. فإذا أعتبرنا أن كل شخص من هؤلاء ال 62 ألف حاله يؤثر في محيطه في المتوسط على 10 أو 15 شخصا فساترك لكم حساب تأثير هذا العدد في الآخرين من حولهم سواء بالاستقرار النفسي وتغيير حياتهم إلى الأفضل، أو في أو نشر السمعة الطيبة لمجال الصحة النفسية والتغلب على وصمة العلاج النفسي وتعديل اتجاهات الناس نحو المجال. يضاف الى ذلك خط الاستشارة الذي قام بدور كبير في كل ماذكرناه لعدد 295000 ألف حاله. كل ذلك ناهيك عن دور برامج التوعية المرئية والمسموعة والمقروءة التي استفاد منها مئات الآلاف.
إن هذه المؤسسة الفريدة إضافة إلى أنها مركز تقديم خدمات فهي صرح تعليمي وتدريبي يرفد مجال الصحة النفسية بالمتخصصين حيث تقوم مؤسستنا بتدريب عدد من الأطباء النفسيين سنويا في كل من ذمار وعدن ولحج وابين والذي وصل عددهم إلى 20 طبيب. وإذا ما أضفنا لهذا العدد من نقوم بتدريبهم بشكل مستمر في مركزينا في كل من صنعاء وعدن وعملو أومازالو يعملون معنا يصبح الرقم 42 طبيب.
كما تعكف المؤسسة على تأهيل المعالجين النفسيين وذلك من خلال برنامجها السنوي والذي وصل عدد الخريجين من دورات المؤسسة في العلاج النفسي إلى 100 معالج مؤهل.
وإذا اضفنا إليهم من نقوم بتدريبهم بشكل مستمر وعملوا أو يعملون معنا يصبح المجموع 160 معالج نفسي.
(لذلك كله كان لنا شرف الحصول على لقب الريادة في مجال الصحة النفسية)
علينا أن نعتز ونفتخر بإنجازاتنا الإنسانية البحتة والخدمات المجانية التي نقدمها وعلى أرقى مستوى أعجبني لفظا سمعته في وصف مؤسستنا من مسؤول حكومي زارنا قال " أبهرني ما رأيته فأنتم تقدمون خدمه رائعة وراقيه في مركز 5 نجوم للناس الفقراء "
أعزائي ستواصل هذه المؤسسة بكم ومعكم القيام بواجبها النبيل تجاه أبناء وطننا مهما كانت التحديات والصعوبات الماثلة. أنه التزام وطني وأخلاقي وديني منا جميعاً لن نحيد عنه ابدا، وسنواصل العمل والكفاح من أجل تحقيق رسالة وإهداف هذه المؤسسة بكل ما نملك من طاقة وجهد وخبرات اكتسبناها مع مر السنين.
في الختام لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر الجزيل والعرفان لكل من آمن بصدق وإخلاص بدور وعطاء هذه المؤسسة ولكل الشركاء المحليين والاقليميين والدوليين الذين ساندوا هذه المؤسسة وقدموا التمويل لمشاريعها وخدماتها المجانية الفريدة من نوعها، وللعاملين فيها من أطباء واخصائيين نفسيين وإداريين وفنيين ومساعدين ذكوراً وإناثا.
أستغل هذا المناسبة وأقول لكم أنتم روح هذه المؤسسة وقلبها النابض وعمدانها التي تقف شامخة بهم. بتفانيكم وجهودكم المخلصة توقدون شعلة الأمل والسعادة في كل بيت يمني أطفأت نوره عتمة الاضطرابات النفسية.
ولا أنسى هنا دور المتدربين في برنامج مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري للعلاج النفسي الدفعة الرابعة والذين يقوم عدد منهم بالعمل الطوعي في معظم اقسام المؤسسة بكل جهد واجتهاد وهم كل يوم يثبتون ولاء وانتماء كبير لهذه المؤسسة وهم أيضا يشاركون بفعالية في احتفالها.
وشكرا لكل من أعد لهذا الحفل ورتب ونظم وقدم وشارك وصور وحضر.
أشكركم جميعا وأهنئكم فرداً فردا بهذا اليوم البهيج بإشعال الشمعة الخامسة عشر لميلاد مؤسسة التنمية والإرشاد الاسري ودمتم بألف خير.
والسلام عليكم