التهديد بفضح السر لأهلها بعلاقتها بأبن جيرانها

الاسم: س. ت، 17سنه، عازبه، ثاني ثانوي، محل الإقامة صنعاء الأمانة.

 (س) هي البنت الكبرى للأسرة ولديها أخ صغير. ولأنها جاءت بعد طول انتظار عن طريق (أطفال الأنابيب) فقد كانت مدللة وكل رغباتها مجابة ساعد في ذلك حالة الأسرة الميسورة مادياً. كانت سعيدة نشيطه ومرحه كما كانت ذكيه في دراستها ومتفوقه، ولأنها كانت اجتماعيه وتحب مساعده الآخرين فقد كانت محبوبة. وفي فتره من الفترات تعرفت على ابن الجيران ولأن والدتها متشددة جدا كما كانت أيضا صديقتها وزميلتها في المدرسة. وتعاونت بنت خالتها وكانت تشجعها على الحديث مع الشاب ومراسلته. و(س) ترد لها الجميل بأن تعطيها المال وتشتري لها الهدايا. وفي يوم طلبت بنت الخالة من س مبلغ مالي كبير واعتذرت س لعدم توفر المبلغ لديها. إلا أن أبنة الخالة هددتها بأن تفشي سرها لوالدتها. وساءت العلاقة بينهما. ومن شدة خوف س من أن تعرف والدتها دخلت في حالة ضيق تشتت تركيزها مما ترتب عليه إهمالها للواجبات المدرسية وبالتالي تعرضها للعقاب وتدهور مستواها التعليمي. تدهورت حالتها النفسية أكثر فقل نشاطها وأصبحت أكثر شرود وأنعزال لدرجة أنها قطعت علاقتها من شدة الخوف. لاحظ الجميع عليها هذا التغير وبدأت الأم تتساءل مالذي حدث لأبنتها. فاستعانت بأبنة اختها بحكم أنها كانت أقرب الناس لأبنتها وهنا قالت "أنا لا يشرفني أن تكون أبنتك صديقتي، لأنها حق شباب" صعقت الام ولم تستفسر حتى عن التفاصيل بل ذهبت إلي بنتها وانهالت عليها بالضرب حتى اغمي عليها، ولما فاقت وجدت الام تبكي عند راسها وهي تقول ما هو الشيء الذي قصرنا فيه معك، لماذا فعلتي بنا هذا ؟ كانت البنت تبرر لأمها أنها علاقة عابرة ولم يحدث شيء لكن دون جدوى، قامت الام بأخذ التلفون من س ، واخذتها لتعيش في بيت جدها حتى تكون في حمايه أكبر وبعيده عن الشباب الذين تعرفهم . وظلت هناك سته أشهر، دون ان تسأل عليها الأم. أما والدها فلم يكن  يعرف بما حدث واخبرته الأم انها اخذتها لكي ترتاح. ولاحظت الجدة ان س منطوية على نفسها، وتقضي وقت طويل في الحمام والصلاة ولديها طقوس طويله وغريبه. وكلما مر الوقت تدهورت حالتها أكثر فاتصلت بوالدة س وشرحت لها الوضع وطلبت منها أن تجد لابنتها حل. بأحد صديقاتها وإذا بها تقول أنها سمعت عن مؤسسة تقدم خدمات نفسية وأسرية ونصحتها بالذهاب.

اتصلت الأم بالمؤسسة حددت موعد وحضرت هي وأبنتها. وبعد تقييم المعالجة ل (س) وجد أنها تعاني من obsessive compulsive  disorder الوساوس القهرية الناتجة عن تأنيب الضمير لما اعتبرت أنه  حدث منها بعد انتهاء الجلسة تم إحالة العميلة للطبيب النفسي في المؤسسة لتقييمها من الناحية الطب نفسية وتحديد حاجتها لأي دواء الى جانب البرنامج العلاجي النفسي.  قامت المعالجة بالحديث مع الأم بشكل منفرد والتي اتضح أن لديها حالة قلق، والسبب في ذلك خوفها من العار الذي سيلاحقهم بسبب تفريط أبنتها في شرفها ولكن المعالجه وضحت لها أن معلوماتها منقوصه وأن العلاقة لم تتجاوز الكلام والرسائل. تم إرشاد الأم للطرق الصحيحة للتعامل مع البنت وايضاح العواقب من هذا التعامل الذي قد يجعلها تفقدها كما تم توضيح أهمية دعمها لأبنتها في هذه المرحلة العلاجية.

في جلسه أخرى تم جمع س بوالدتها في الجلسة العلاجية ووضح الخطة العلاجية لمساعدة س كان أهمها تحسين العلاقة بين س ووالدتها وإرجاعها للعيش معها. ثم علاج حالة الةسواس القهري وتحسين مهاراتها المتمثلة رفع تقدير الذات وتحسين تأكيد الذات assertiveness لدى س وتعليمها أسلوب حل المشكلات.

استغرقت الخطة العلاجية 12 جلسة تم خلالها تحسن العلاقة مع ولدتها، وتم تخفيف الوسواس بشكل كبير عبر تقنيات العلاج السلوكي والمعرفي(المواجهة مع توقيف الاستجابة- تخفيف المسؤولية الزائدة) كما تم رفع مهاراتها الشخصية بغرض منع أي انتكاسة في المستقبل، وفي نهاية المرحلة العلاجية قالت العميلة" بفضل الله وبفضل المؤسسة تحولت صدمتي لخبرة علمتني أشياء كثيرة وجعلتني أكثر قوة ونضج، وأقسم بالله بأني سأتخصص في مجال علم النفس لو وفقني الله وأكملت دراستي" الأن  الان العميلة موضوعه على خطة المتابعة عبر الهاتف وكل فترة ووضعها أفضل من ذي قبل.