كيف تغلبت (ن) على الخوف من الاختطاف
ذات يوم تلقت (ن) مكالمة هاتفية من شاب بهدف معاكستها. هي طالبة وخروجها إلى المؤسسة التعليمية التي تدرس فيها، أمر ليس خارجاً عن المألوف. لكن المتصل ذاته، كرر مضايقتها لدرجة التهديد باختطافها. خافت (ن) من أن تخبر أحداً بالأمر بسبب العادات والتقاليد التي تحمّل الفتاة مسؤولية تمادي أي شاب في مضايقتها. غير أنها تعرضت لمحاولة اختطاف بالفعل بعد ذلك بأيام.
أخبرت (ن) أمها وأخواتها بما حدث لها. فقد باتت خائفة من الخطر الذي يتهدد حياتها، وأرادت التماس الحماية من الأسرة، لكنها فوجئت بأمها تأمرها بالتزام الصمت حتى لا تكبر المشكلة وتتصاعد إلى القتل. ازداد خوف (ن)، فهي تعرف أن تصاعد المشاكل المتعلقة بشرف العائلة قد تصل إلى القتل فعلاً، وقد يقتلها أبوها وإخوانها، أو يحبسوها في البيت في أفضل الأحوال، ويزوجوها قسراً. فوق ذلك، حمّلتها الأم مسؤولية العنف الذي تتعرض له من الرجل الغريب، وزادتها تعنيفاً فوق ما تعانيه.
شعرت (ن) بانغلاق كل الأبواب في وجهها، وتملكتها نوبات بكاء وشرود، وأصبحت منطوية على نفسها وفقدت الرغبة في الكلام، وترفض الخروج من البيت لعدم شعورها بالأمان وبالحماية. اتصلت (ن) بالخط الساخن لمؤسسة التنمية والإرشاد الأسري، وتحدثت عن مشكلتها، وتلقت دعماً نفسياً، وتم تزويدها بعدد من الأساليب المعرفية والسلوكية التي تساعدها في تخفيف الأعراض النفسية التي تفاقم حالتها يوماً بعد آخر. كما تلقت إرشاداً نفسياً واجتماعياً فيما يتعلق بالاحتياطات اللازمة للحفاظ على حياتها، وعدم التردد في تصعيد الأمر عبر الشخص المناسب في الأسرة، أو اللجوء إلى الشرطة.