حياتها استقرت بعد سنوات من العنف الاسري
عندما قدمت (ب) إلى إحدى العيادات الخاصة بمؤسسة التنمية والإرشاد الأسري، كان جحيم المشاكل الزوجية قد نال منها، حتى أن مظهرها يبدو أكبر من عمرها الفعلي. لقد تعرضت لعنف الزوج المهمل بواجباته تجاه زوجته وأولاده، والمنصرف لرغباته في مضغ القات وجلسات المقيل مع أصدقائه على حساب لقمة عيش أسرته. يذهب متأخراً إلى عمله ويعود إلى مقيل الأصدقاء مباشرة بعد العمل، أما البيت فلا يعود إليه إلا بعد منتصف الليل أو قرب الفجر. وعندما كانت تطلب منه النفقات اللازمة لأولاده، يرد بالصراخ والألفاظ البذيئة عليها ويشتم أهلها، ويضربها أيضاً.
لم تكن تتصور أن يصل به الأمر إلى ضربها، فهي من كانت تراعيه وحتى تمنحه النقود من عملها على ماكنة الخياطة. كانت (ب) قد أصيبت بانزلاق في العمود الفقري جراء ممارستها مهنة الخياطة في البيت، وبعد أن ضربها لأول مرة، أصيبت بصدمة نفسية سرعان ما تفاقمت إلى شعور دائم بالإحباط وفقدان المتعة والأمل في الحياة، خاصة مع استمرار الزوج في ضربها ومعاملتها بقسوة بالغة. ومع تفاقم حالتها النفسية، صارت حبيسة المنزل ومهملة بنفسها، وانعكست حالتها هذه على أولادها. ثم قررت الاتصال بالخط الساخن لمؤسسة التنمية والإرشاد الأسري، وتحدثت عن حالتها.
تلقت (ب) خدمة الدعم النفسي عبر الاختصاصيات النفسيات في المؤسسة، أولاً عبر الاستشارة الهاتفية، ثم بزيارة عيادة المؤسسة، حيث تم إرشادها إلى الطرق المناسبة لتعزيز ثقتها بنفسها ومعرفة حقوقها وكيفية المطالبة بها. لم تقتصر خدمة مؤسسة الإرشاد الأسري على هذا فقط، بل قامت بالتواصل مع شخص إيجابي من أقارب (ب) لتشجيع المساندة الأسرية، وقد كانت استجابة ها القريب مثالاً للرجل اليمني الشهم والمنصف. إذ تم عبره تصعيد المشكلة إلى أحد وجهاء المنطقة التي تسكن فيها (ب)، وعندما حضر الزوج إثر استدعائه من قبل شيخ المنطقة، تم إلزامه بنفقة محددة شهرياً لأسرته، وتعهد بعدم إساءة معاملتها، سواء بالعنف اللفظي أو الجسدي.
حالياً، تعيش (ب) مع أولادها وزوجها في بيئة أسرية أكثر استقراراً، وقد تخففت من آثار العنف الذي تعرضت له، كما عادت لممارسة مهنة الخياطة. وهي مستمرة في التواصل مع مؤسسة الإرشاد الأسري للحصول على ما تحتاجه من استشارات نفسية واجتماعية.