إيقاف فتاة من الانتحار وإزالة أسبابه
(س) فتاة في الـ18 من عمرها حاولت الانتحار مرتين بسبب العنف المنزلي ومشكلات عاطفية.
بعد أن اتصلت بالخط الساخن لمؤسسة التنمية والإرشاد الأسري، اتضح أن (س) تعاني من اكتئاب حاد. لذلك، فقد تمت إحالتها إلى عيادة الطب النفسي للمؤسسة. وقد أظهر التقييم العيادي للحالة بأن الوضع النفسي لـ(س) تدهور منذ ثمانية أشهر، وصارت معزولة وتبعد كل من حولها لتبقى وحيدة.
سبب هذا الوضع كان إدمان والدها على الكحول؛ إذ كلما شرب، كان يضرب أمها ويعاملها بقسوة، ولهذا اعتادت (س) أن تعيش في خوف دائم. لقد عاشت أيضاً وهي تكابد ألماً مستمراً لأجل والدتها.
لاحقاً، ظهر شاب في حياتها. لقد كان ابن عمها الذي جاء من القرية وأقام في منزلهم لإكمال دراسته الجامعية في صنعاء. أظهر الشاب اهتماماً بابنة عمه؛ وقف إلى جانبها لدرجة أنه ساعدها حتى في الأعمال المنزلية. وبعد شهرين، اكتشفت (س) أنها حامل من ابن عمها. لكنها عندما أخبرته بالأمر في محاولة منها لإيجاد حل للمشكلة، أنكر مسؤوليته عن الحمل. عندئذ قررت (س) الانتحار، لكنها فشلت.
لمعالجة الحالة النفسية المتدهورة لـ(س) وإنقاذها من الانتحار، كان لا بد من معالجة المشكلة اجتماعياً. لذلك لجأ فريق الإرشاد والعلاج النفسي والاجتماعي لعدة إجراءات في مقدمتها تزويد (س) بالإرشاد والعلاج النفسي اللازم لكي تستعيد توازنها النفسي. ثم جاء دور بقية إجراءات المعالجة:
- التواصل مع ابن عمها من قبل فريق الإرشاد وإخباره بأن المؤسسة ستقاضيه إذا استمر في إنكار مسؤوليته عن حمل (س) منه.
- القيام بوساطة لدى عائلة (س) وإخبارهم بالمشكلة وإخبار الأب بأن إدمانه على الكحول واعتداءه المستمر على الأم كان سبباً في ما حدث. وقد أجرى المعالجون في عيادات المؤسسة عدة جلسات مع الأب والأم لحل مشكلة العنف المنزلي. الأمر الذي كان له أثر إيجابي في إقلاع الأب عن تعاطي الكحول وتوقفه عن الاعتداء على زوجته.
- وأخيراً، أقنعت مؤسسة الإرشاد الشاب بأن يتزوج (س)، وهو ما تم، وانتقل الاثنان إلى قريته ليؤسسا حياة جديدة هناك.