جحيم الزواج المبكر

ناجية من جحيم الزواج المبكر والاغتصاب الزوجي

لم تتجاوز (ح) سن السادسة عشر عندما تم تزويجها حسب الأعراف والتقاليد الاجتماعية. ورغم صغر سنها، إلا أن زوجها دخل عليها بوحشية، وكان ذلك كافياً لدخولها في حالة اكتئاب ونوبات بكاء وحزن طوال الأيام التي تلت يوم الزفاف. لقد تعرضت لعنف مزدوج من قبل الأسرة التي زوجتها في سن مبكرة، ثم من الزوج الذي مارس عليها عنفاً جنسياً من أول يوم التقيا فيه.

 بعد أيام عادت (ح) مع زوجها إلى بيت أبيها، وعندما حان وقت العودة إلى بيت الزوجية، رفضت ذلك. وبسبب الأعراف التي لا تقر بحق المرأة في اختيار شريك حياتها، وتعتبر تظلم المرأة من أي جور يلحق بها عيباً، قام أخوها بضربها وحاول إعادتها لزوجها بالقوة. تعرضت لضرب مبرح على مدى أسابيع حاولت خلالها الانتحار مرتين. أخذوها إلى مشعوذ، وكان تشخيصه الجاهز للحالة بأن الفتاة مصابة بمس شيطاني وعين خبيثة. وهكذا استمر جحيم العنف الاسري في حرق الفتاة التي لم تكبر عن مرحلة الطفولة بأكثر من عامين. لقد حاولوا تحدي وعرقلة قوانين النمو الطبيعي للفتاة لتحويلها إلى زوجة ناضجة بالقوة. رغم ذلك، فقد قاومت ذلك، ولم تقبل بتجاهل مشاعرها وحقوقها، ما دفع أحد إخوتها إلى التعاطف معها ضد ذلك العنف القاتل. وقد وقف هذا الأخ في وجه أبيه وإخوانه، وأخذ أخته إلى بيت عمه، ثم إلى مؤسسة الإرشاد الأسري.

عندما قدمت (ح) مع أخيها إلى مؤسسة الإرشاد الأسري، تلقت الدعم النفسي، وتمت إحالتها للعلاج في عيادات المؤسسة، وهي تتحسن تدريجياً من آثار العنف الذي نجت منه. ومازالت مستمرة في التواصل مع مؤسسة الإرشاد الأسري لمتابعة حالتها نفسياً واجتماعياً، إلى أن تستعيد صحتها النفسية والبدنية.