الناجية (م) تبلغ من العمر (19) عاما، يتيمة، عازبة، طالبة ثانوية، وتسكن مع والدها في أحد مديريات محافظة إب، تواصلت الناجية بنا عبر الخط الساخن للاستشارات النفسية والاجتماعية بعد معرفتها بالخدمة عن طريق الاذاعة تقول الناجية ان والدها يسبها ويضربها ويحرقها ويحبسها داخل غرفتها كلما حصلت مشكلة أو قصرت في شؤون البيت ويمنع عنها الاكل والشرب وما تطعمها إلا أختها خفية من والدها واصبحت تخاف منه وتتجنب الكلام معه وتكرهه الى درجة انها تفكر وباستمرار بقتله أو تسميمه والتخلص منه أو الانتحار وكانت الناجية مستاءة ومجهشة في البكاء ومنهارة تماما ومحبطة وفاقدة للأمل بالحياة.
قام المعالج بدعم المسترشدة، والتعاطف معها وشرح الاعراض النفسية التي نتجت من معاناتها وأهمها فكرة الانتحار، كما قام المعالج بمناقشة الناجية ومحاورتها وتشجيعها على تنطيق المشاعر المكبوتة وحثها على الاستمرار في التواصل معنا عبر خط الاستشارة لضمان حصولها على الدعم النفسي وعلى اساليب وطرق علمية متخصصة تساعدها في التعامل مع مشاكل حياتها اليومية، الى حصولها على المساندة الاجتماعية وقد تم تطمين الناجية من خلال ذكر بعض الآيات القرآنية التي تبشر الصابرين وبعد حوار مع الناجية استطاع المعالج ان يوسع مداركها ويناقشها في الكثير من الحلول وتم وبرضاها بعد اكسابها مهارات تأكيد الذات ان تستعين بخالتها، وخالتها الذي كانت تثق بها وتعتبرها امها لتقف امام والدها وأخبرتها بالقصة وشاهدت آثار الحروق والضرب على جسدها ونحولها الشديد الناتج عن الحرمان من الاكل، وسارعت في اثبات الوقائع والاضرار بتقرير من الطب الشرعي ورفعت دعوى الى المحكمة وتم احضار الناجية مع والدها وتم اثبات كل الاضرار الجسمية والنفسية وتم الحكم بعدم اهلية والدها برعايتها وتم تحويلها للعيش مع خالتها برضاها وإرادتها وتكفلت خالتها برعايتها والاهتمام بها وبعد استقرارها في بيت خالتها تم إحالتها الى احدى العيادات النفسية لعمل التقييم المناسب لها وتقديم الخدمات العلاجية النفسية والدوائية المناسبة التي تساعدها على التخلص من معاناتها وتم عرضها على الطبيب المناسب الذي بدوره اعطاها الأدوية المناسبة التي ساعدتها على تحسين حالتها النفسية وتهيئتها لعمل الجلسات النفسية لها وبعد عمل عدد من الجلسات اظهرت الحالة تحسنا ملحوظا وما زالت الناجية مستمرة في العلاج والتواصل معنا عبر الخط الساخن بين الفترة والأخرى.
بتاريخ: 30/01/2017